Contact

إعداد الدكتورة: فطيمة بوهاني علوم الإعلام والاتصال

مدير الأكاديمية الدولية للتدريب والتطوير ITDA في الجزائر

ممثل أكاديمية ماركوم في الجزائر

 

 أدت التراكمات والابتكارات والإبداعات البشرية على مرَ السنين، إلى تطور الأدوات التكنولوجية  البدائية المختلفة بالأخص تلك التي تهم مجال الاتصال والمعلومات، مما أدى إلى تحول المجتمعات من زراعية وصناعية إلى مجتمعات معلوماتية أصبح للحاسوب فيها الريادة في جميع مجالات وميادين الحياة، وبات النجاح في أيّ حقل من الحقول مستحيلا بدون تكنولوجيا المعلومات، إذ أصبح لمصطلح مجتمع المعلومات أكبر قوة وشعبية ليس فقط قي دوائر أجهزة الإعلام والاتصال واتجاهاتها والدوائر الأكاديمية فحسب، بل أيضا بين العديد من القطاعات.

 فقد عمل جهاز الكمبيوتر كتكنولوجيا حديثة جاءت نتيجة تزاوج علوم الفيزياء والرياضيات المنطقية والهندسة الإلكترونية، ومن خلال تطوير استخدام الدوائر الإلكترونية فيه على دخول هندسة المعرفة وعلى التشغيل الذاتي لوسائل الاتصال Automation، الذي نتج عنه تطوير نظم اتصال البيانات Data Communication ، وساهم في تحويل الإشارات التماثلية Analogs إلى إشارات رقمية  Digital Signal، بهدف الحصول على نوعية عالية في عملية إرسال واستقبال الإشارات السمعية البصرية،[1] مما أدى إلى ظهور سوق حقيقي للوسائط المتعددة سمح بإدماج الكثير من المعطيات من مصادر مختلفة ( نصوص، صور، صوت).

 فأثرت بذلك تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وفي مقدمتها الإنترنيت، بخصائصها ومميزاتها على طبيعة مستخدميها وسلوكياتهم (مرسل، متلقي)، بحيث وفرت حرية أكبر للأفراد والجماعات لاختيار المواد المرغوب نشرها وتلقيها والكيفية التي يريدها المستخدم وفي الوقت الذي يناسبه، فكسرت بذلك الحدود المعرفية والحواجز الجغرافية والزمنية، حتى أصبح بمقدور أي شخص ومن أيَ مكان الحصول على المعلومات التي يرغب فيها بمجرد تعامله معها وذلك من خلال فضاءات ومساحات النشر الإلكتروني المتاحة عبر مجموع الخدمات والأنظمة الإلكترونية المتوفرة على الشبكة، كالبريد الإلكتروني وغرف الدردشة والمواقع والمدونات والنوادي الإلكترونية، فتراجع بذلك مفهوم النشر الورقي أمام هذا النوع الجديد من النشر وساهم بقوة في القضاء على عصر دكتاتورية الرقابة، وكسر احتكار الدولة للمعلومة، ليفتح بذلك المجال واسعا أمام حرية النشر والتعبير التي أدت إلى ظهور مفهوم المتلقي الديمقراطي، حيث أصبح بمقدور المتلقي التعبير عن رأيه بشأن القضايا التي تشغل باله بكل حرية في أيّ وقت ومن أي مكان وفي أي شكل من أشكال النصوص الإلكترونية (صورة، رسم صوت، كتابة).

 إن تزايد وتكاثف استعمال تكنولوجيا المعلومات الحديثة، ومجموع الظواهر الإيجابية لتقنيات النشر الإلكتروني في الإنترنيت، لا يعني أبدا خلوها من السلبيات والعيوب، فقد أكدت الدراسات أن الاستعمال السلبي لهذه التكنولوجيا (الإنترنيت)، قد أدى إلى عدم احترام القوانين، بل وفي أحيان كثيرة إلى عدم الاعتراف بها وجعلها وسيلة للاعتداء على حقوق وحريات الأفراد والجماعات، دون الاكتراث بالحواجز السياسية والاجتماعية والثقافية والعرفية السائدة، فظهرت بذلك مفاهيم جديدة أجبرت المنظومة القانونية أينما كانت على البحث عن سبل جديدة لكبح هذه الحرية غير المشروعة، بتغيير وتعديل بعضا من قوانينها لتتكيف مع الوضع الخطير الذي آلت إليه المنظومة الاجتماعية في هذه المجتمعات الجديدة، حيث أصبح المرسل شخصا افتراضيا يصعب التعرف عليه، وأكثر من ذلك يستحيل معه تطبيق القوانين الكلاسيكية المعروفة لمقاضاته بشأن اعتداءه على حريات وحقوق الغير واختراقه  للقوانين المشروعة، الأمر الذي دفع بنا إلى طرح التساؤلات الآتية:

  •  ما طبيعة النشر الإلكتروني على الإنترنيت، وما هي تقنياته وخصائصه؟
  • ما هي مزايا وعيوب النشر الإلكتروني، وما مدى تأثيرها على حقوق وحريات الأفراد والجماعات في الجزائر؟
  • كيف أثرت في المنظومة القانونية؟ وما مدى اهتمام المشرع الجزائري بسن قوانين جديدة لكبح الحربة اللامتناهية لمستخدميه؟
 لتحميل كامل المقال النشر الألكتروني
error

Share the content of this page