Contact

إعداد الدكتورة: فطيمة بوهاني علوم الإعلام والاتصال

الجزائر

إنّ مساهمة الاتصــال في عملية تنظيم وتسيير العمل داخل المؤسسة، جعلته يحتلّ مكـانة أكبر بكثير مما كانت، الأمر الذي أدّى بالدوّل المتقدمة إلى الاعتماد عليه بشكل أكبر أوقـــات الأزمات والكوارث المتنوّعة (الاقتصادية، الاجتماعية، الطبيعية، السياسية…) الناتجة عن تطورات الحياة في العديد من المجالات.

فالأزمات والكوارث، أصبحت تهدّد الإنسان من حين لآخر، بل تُسبّبُ له القلق والحيرة وعدم الاستقرار لطبيعتها المتسارعة والمفاجئة والمهدّدة ولكلّ ما تخلّفه من خسائر ماديّة وبشريّة أنهكت الفرد والدولة في أكثر من موقع، وهذا ما جعل الخبراء والمنظرين من تخصصات متعدّدة، يبحثون في كيفية مواجهتها ومعالجتها، وبخاصة بعد الصعوبات التي تلقاها علم السياسة في إيجاد الحلول المناسبة لها، حيث مكّنت إسهامات علم إدارة الأزمات ـ الشامل لكافة مراحل العمليّة الإداريّة ـ من تصنيف الأزمات، ومن تشخيصها بطريقة علمية، ومن التخطيط لها بتنظيم الجهود وبالتنسيق بين الجهات المختلفة لمتابعة الأحداث من أجل السيطرة عليها، وهذا ما زاد من أهميّة الاتصال، لأنّه يتدخل في معالجتها، حيث أنّ نجاح أيّ منظّمة ـمهما كان نوعها ـفي إدارة أزماتها، يتوقف بالدرجة الأولى على تفعيل عملية الاتصال بالأطراف الداخلية والخارجية، للحصول على أكبر كمّ من المعلومات التي تخدمها عبر المراحل المختلفة  للأزمة.

يوفّر الاتصال المعلومات والبيانات اللازمة لرسم الخطط الاتصالية القائمة على أساليب وتقنيات ومهارات التأثير والإقناع، وقوة الحجّة والدراية بالأمر، كما يقرّب المنظمة من جمهورها الداخلي والخارجي، ويجيب على كل التساؤلات والاستفسارات التي تطبعها الأزمات في ذهن جماهير المنظمة، بل ويقضي على شتى أنواع الإشاعات التي تطفو إلى السطح، والتي من شأنها تُؤزِّم الوضع  وذلك من خلال الأنشطة الاتصالية التي تقوم بها كل من أقسام العلاقات العامة وأجهزة الإعلام (صحافة، تلفزيون وإذاعة) حيث أن الوقاية المادية من الأزمات والكوارث، تبدأ بإعلام الجمهور* وبالتحضير للردّ على كل انشغالاته التي تفرضها الأوضاع الطارئة، وبتوعيته من أجل تكثيف جهود التضامن والتكافل  بين أفراده، وبتوفير المعلومات السليمة والدقيقة  اللازمة لاتخاذ القرارات.

 لتحميل كامل المقال communication
error

Share the content of this page