أي شيء مجاني مرغوب وبشدة من قبل الإنسان، وتزداد الرغبة حين يساعد في حفظ المال والثروات ويطور الخدمات وينظف الأجواء ويقلل من التلوث.. الطاقة الشمسية مجانية ونظيفة ومتجددة وتقلل من مصروفات وفواتير الكهرباء والغاز ناهيك عن تقليلها من الاعتماد على البترول لتشغيل محطات الكهرباء على المستوى الوطني، إذن لماذا هذه الثروة الطبيعية الكبيرة والمجانية مهدرة في بلد الشمس كالسعودية.

بالرغم من اختفاء الشمس في دول أوروبية كثيرة إلا أنها تبحث عن أي ثانية ودقيقة تسطع فيها أشعة الشمس للاستفادة منها في تخزين الطاقة لتشغيل الكهرباء إضافة إلى العمل المستمر لمراكز الأبحاث لاكتشاف أفضل طريقة لاستغلال هذه الثروة المجانية.

في بريطانيا تمطر السماء أكثر من 140 يوما في السنة وتزداد النسبة كلما اتجهنا شمالا حتى تصل إلى 200 يوم مطر في السنة في بعض المدن الشمالية إضافة إلى الأيام التي تكون فيها السماء مليئة بالغيوم، ورغم ذلك رأيت كثير من المنازل في بريطانيا تضع الخلايا الشمسية على سقوفها المائلة أملا في تخزين الطاقة الشمية ومن ثم تشغيل الكهرباء وتقليل قيمة الفواتير الباهضة في بلد يعاني فيه السكان من فواتير الكهرباء والغاز والبنزين، وهذا على المستوى الفردي.

في حين هناك جامعات تعمل على الطاقة الشمسية، فأحد الجامعات تفتخر أن مبانيها تعمل على الطاقة الشمسية إضافة إلى استخدام ماء المطر في مرافقها، فالجامعات تتسابق فيما بينها في تطوير البنية التحتية واستغلال الطاقة الطبيعية النظيفة لتخفيض الفواتير ولمكافحة التلوث بسبب الغازات الضارة كالكربون.. تستخدم الطاقة الشمسية غالبا لتشغيل الإضاءة وللتدفئة إضافة إلى أغراض أخرى كالتبريد،، هذه بريطانيا بينما في دول متطورة أكثر مثل النرويج فلديها طرق متنوعة وكثيرة لمحاولة الاستفادة من الطاقة الطبيعية بأقصى حد كالشمس والرياح والمطر والأمواج.. علما بأن النرويج من الدول المصدرة والغنية بالنفط ولكنها استطاعت من اكتشاف وتوفير الطاقة بطرق غير النفط فحافظت عليه للأجيال القادمة.. فمنذ سنوات بدأت الدول الغربية بالاستثمار في الطاقة النظيفة المتجددة ووضعت السياسات والخطط طويلة المدى.

في السعودية لدينا ثروة النفط ولدينا أيضا ثروة الشمس المنتشرة في كل جزء شمالا وجنوبا شرقا وغربا، فلماذا نعتمد على واحدة ونتجاهل الأخرى، بالرغم من اعتمادنا على النفط كدخل أساسي فنحن من أكثر شعوب العالم استهلاكا للنفط بسبب الطلب المتزايد سنويا على الكهرباء والغاز والبنزين والديزل للأسباب المعروفة وأصبحنا نعاني كثيرا على المستوى الفردي من المشاكل المالية بسبب هذا الاعتماد الكلي على النفط.

المال كثير والعقول متوفرة فلما ننتظر حتى نضوب النفط للتفكير في خطة بديلة فالشمس نراها الآن ونفس الشمس ستراها الأجيال القادمة بينما النقط قد يكون تاريخا قديما ومحزنا تقرأه تلك الأجيال.

حبيب عبدالله

error

Share the content of this page