رغد محمد اللويحان

كثيرًا ما يتبادر إليك أثناء تبضعك أو احتساءك القهوة في أنحاء بريطانيا السؤال عن إن كنت تحمل (Loyalty Card) أي بطاقات الولاء إن جازت الترجمة. 
تلك البطاقات السعيدة كما أسميها هي بطاقات تخضع لسياسية تجارية تخولك لجمع نقاط أو حتى الحصول على حسومات عند شراءك من المتجر أو المقهى. وبهذه الطريقة التسويقية الذكية يضمن ولاء الزبون و استمرارية ارتياده للمكان.
لا أخفي هوسي الشديد بتلك البطاقات مما جعلني أكتب عنها. فهي تبعث شعور ولاء وسعادة بانتماءك للمكان و الحظي بمعاملة خاصة لحملك تلك البطاقة. تختلف سياسة إدارة بطاقات الولاء من مكان لآخر، فبعض المتاجر تقوم بتحويل مبلغك الشرائي إلى نقاط تقابل النقود، فتسمح لك بعد ذلك باستخدامها في عمليات الشراء المقبلة. والبعض الآخر كالمقاهي يعطي بطاقات فيها خانات بعدد معين، في كل مرة تشتري فيها كوب قهوة تحصل على طابع على إحدى الخانات. وعند اكتمال الخانات يخولك ذلك الحصول على كوب قهوة مجاني كعربون شكر للزبون.
ومن وسائل التسويق الذكية أيضًا و التي تضمن ولاء المستخدم هو إدراج بياناته في قاعدة بيانات، ليتم إرسال عروض خاصة أو حسومات في شهر ميلاده كتهنئة رمزية توثق ولاء الزبون للمتجر.
أما جانب الإحسان في سياسة بطاقات الولاء هو بمراعاة فئات المجتمع، فنجد بعض المقاهي تقوم بوضع طوابع إضافية على البطاقة في حالة إظهار بطاقة الطالب وقت شراء القهوة كتقدير للعلم و ظروف الطالب وقلة دخله. ويمتد الاحسان أكثر ليشمل كبار السن، وذلك بتوفير بطاقات ولاء لهم تخضع لقوانين و أنظمة تقدر لهم سنهم ومكانتهم العمرية.
من الرائع خلق تلك الصلة بين الزبون و المكان حتى وإن كانت مبنية على مصلحة تجارية إلا أنها تترك في النفس أثرًا طيبًا خصوصًا بعد الحصول على كوب قهوة مجاني في صباح يوم بارد. فلا تنسى في المرة المقبلة سؤال المتجر عن تلك البطاقات!
نظرة: “لن تنفخ الروح في الأفكار إلا بتسويقها” د. عبدالله باهمام.

Source:

http://mvr-group.net/articles-action-show-id-790.htm

 

error

Share the content of this page